عيون حلوة
ما تِستَهينوا بعيون أطفالكم
كتب: د. سمير الملقي
قد يمتلك أطفالكم مجموعة لا حصر لها من النظارات الشمسية، وربما يرجع ذلك لإعجابهم بألوانها فقط أو ببساطة لاعتقادهم أنها تبدو لطيفة عليهم. فهل سبق لكم أن فكرتم بما للنظارات الشمسية من فوائد تتعدى كونها مجرد موضة؟
غياب المعرفة
تُظهر الإحصائيات الموجّهة إلى الوالدين أن أقل من 15% منهم يدركون أهمية النظارات الشمسية لأطفالهم. بينما نجد أن معظم الوالدين يركزون على حماية بشرة أطفالهم من أشعة الشمس الضارة، إلا أن قلة منهم يفكرون بمسألة لا تقل أهمية عن ذلك ألا وهي حماية عيون أطفالهم.
أضرار الشمس
الآن والصيف على الأبواب، من الجدير بنا أن نستعرض فوائد النظارات الشمسية، خصوصًا بالنسبة للأطفال الصغار.
إن للأضرار التي تُلحقها الشمس بالعينين أثر يتراكم على مرّ السنين. ويعد الأطفال على وجه الخصوص عرضة لتلك الأضرار، نظرًا لأن حياتهم ما زالت في بدايتها والعمر أمامهم طويل قياسًا بالبالغين، ناهيكم عن ميل الأطفال أيضًا لقضاء أوقاتهم في الخارج أكثر من البالغين. لذا فإن النظارات الشمسية التي تحجب 100% من الأشعة فوق البنفسجية، تعد غاية في الأهمية لحماية عيون الأطفال من آثار تلك الأشعة الضارة.
أبدًا مش بَكّير!
تتلقّى عيوننا كميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، ويعتقد الكثير من العلماء أن ما نسبته 80% أو أكثر من هذه الأشعة نتعرض لها مع بلوغنا الثامنة عشر من العمر. وقد وجد أن ثمة ارتباط بين كثرة التعرض لهذه الإشعاعات بدون الحماية اللازمة، وتكون (الساد)، أو ما يعرف بإعتام عدسة العين، ومتلازمة جفاف العين، والتغيرات في الملتحمة وغيرها من مشكلات العيون. لذا ليس من السابق لأوانه أن يبدأ أطفالكم باستخدام النظارات الشمسية عند الخروج.
في الحقيقة، إن الأشعة فوق البنفسجية ليست إلا واحدة من الكثير من الإشعاعات الضارة التي تصدر من الشمس، ومن أهمها "الضوء الأزرق"؛ إذ يعتقد أن هذا النوع من الضوء قد يسهم في الإصابة بحالة التنكس البقعي مع تقدم الإنسان بالعمر. وتعد عيون الأطفال أكثر عرضة للأشعة فوق البنفسجية والضوء الأزرق من عيون البالغين، وذلك لأن العدسات البلورية داخل عيني الأطفال تكون أقل قدرة على تصفية هذه الإشعاعات. وهذا صحيح على وجه الخصوص لدى الأطفال الصغار جدًا. ومن هنا، تقتضي الحكمة أن يبدأ أطفالكم باستخدام نظارات شمسية واقية، بمجرد أن يبدأوا اللعب في ضوء الشمس المباشر.
ومن المهم أيضًا ملاحظة أن الأثر الضار للأشعة فوق البنفسجية يكون أسوء في المناطق المرتفعة والساحلية. كما تؤدي الثلوج والمياه إلى انعكاس أشعة الشمس مباشرة في العينين فيما يسمى بعملية الاستقطاب؛ حيث يحتوي الضوء المستقطب على كميات مركزة من الأشعة فوق البنفسجية التي تلحق الضرر بالكثير من أجزاء العين.
ألوان العدسات
أهم ما يجب مراعاته عند اختيار نظارات شمسية لأطفالكم هو قدرتها على توفير الحماية الكاملة من الأشعة فوق البنفسجية. أما لون العدسات، فهو مسألة ذوق خاص، رغم أن معظم النظارات الشمسية التي توفر حماية كاملة من الأشعة فوق البنفسجية تكون كهرمانية اللون.
الأنواع
يتوفر اليوم أنواع عدّة من النظارات الشمسية في الأسواق. وتحاول الكثير من الشركات تلبية رغبات الأطفال بالظهور بمظهر يشبه الوالدين أو مَن يكبرونهم سنًا من الأقارب. وعليه، فإنه باستطاعتكم العثور على نظارات شمسية بيضاوية الشكل أو مستديرة أو مستطيلة أو تشبه عيني القطة، وبألوان لطيفة وأنيقة كالأزرق والأخضر والأسود. وتعد الإطارات المعدنية والبلاستيكية شائعة جدًا وتشبه تلك الموجودة في النظارات الشمسية الخاصة بالبالغين.
أنصحكم بالإطارات المطاطية الطرية المرنة، تجنبًا لتعرّضها للكسر. كما تعد عدسات البولي كربونات آمنة جداً لأنها ضد الكسر، وبالطبع ينبغي للعدسات أيضًا أن توفر حماية كاملة من الأشعة فوق البنفسجية. والآن وقد عرفتم مدى أهمية حماية عيون أطفالكم، ننصحكم بشراء بعض النظارات لهم ولا تنسوا التأكد من اختيار القطع المناسبة والمريحة منها!
No comments:
Post a Comment